ثم
جاء بعده خلفاؤه الراشدون وغيرهم مـن السابقين الأولين، لم يكونوا يسيرون إلى غار
حراء ونحوه للصلاة فيه والدعاء.
*****
الرد على الذين يذهبون إلى غار حراء لأجل التبرك
فيه:
وهو أنَّ الرسول صلى
الله عليه وسلم ما كان بعد البعثة يذهب إلى غار حراء، ولا يذهب إلى دار المولد
المزعومة، التي يُزعم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وُلد فيها، وحتى لو ثبت أنه
وُلد فيها، ما كان صلى الله عليه وسلم يقصد بيتًا من بيوت مكة، ويقول: هذا هو
البيت الذي ولدت فيه، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار ثور، ولم يكن يذهب
إلى أي مكان سوى أنه يذهب إلى الكعبة، وإلى البيت الحرام، ويؤدي العمرة أو الحج،
ويقف في المشاعر ويصلي في المسجد الحرام، وما كان يذهب إلى هذه الأماكن، ودرج على
هذا صحابته الكرام، ودرج عليه التابعون من بعدهم، ومن جاء بعدهم، وهكذا.
ولما بُعث صلى الله عليه وسلم واشتد عليه أذى المشركين، لم يكن صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء، وإنما كان هو ومن آمن معه في دار الأرقـم بن أبي الأرقم، قريبة من الحرم، كانوا مختفين عن المشركين، وما كان يذهب إلى غار حراء، وما كان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمَّا أعزه الله ونصره، وجاءت معه الجيوش الإيمانية، ما كان يذهب أيضًا إلى دار الأرقم بعد ذلك، ولا أحياها، هذا دليل على أنَّ إحياء هذه الآثار والتردد عليها والعناية بها ليس له أصلٌ ولا شرعية، وإنما هي أماكن انتهت الحاجة إليها، ولم يشرع إحياؤها والمحافظة عليها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد