×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وكذلك الغار المذكور في القرآن في قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ [التوبة: 40]، وهو غارٌ بجبل ثور يماني مكة، لم يشرع لأمته السفر إليه وزيارته والصلاة فيه والدعاء، ولا بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة مسجدًا غير المسجد الحرام، بل تلك المساجد كلها محدثة، مسجد المولد وغيره، ولا شرع لأمته زيارة موضع المولد، ولا زيارة موضع بيعة العقبة الذي خلف منًى، وقد بُنيَ هناك له مسجد.

ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعًا مستحبًّا يثيب الله عليه، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بذلك وأسرعهم إليه، ولكان علَّم أصحابه ذلك.

*****

 الرد على الذين يَدْعون إلى المحافظة على الآثار في مكة:

غار ثور - وهو جنوبي مكة - الأصل فيما حصل فيه أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لما خرج مُهاجرًا، وكان المشركون في طلبه يريدون منعه من الهجرة والقضاء عليه لئلا يلحق بأصحابه، اختفى صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر الصديق في غار ثور، يماني مكة - يعني: جنوب مكة - حتى انقطع عنه الطلب، ثم خرج من الغار وذهب مُهاجرًا إلى المدينة، هذا هو الأصل في غار ثور، وما كان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يذهب إليه، ولا يتردد عليه، ولا بنى عليه شيئًا، وكذلك المكـان الذي حصلت فيه بيعة العقبة، ما كان صلى الله عليه وسلم يذهب إليه ويتردد عليه بعد ذلك، وما كان الصحابة يلتفتون إليه، ولم يبنوا فيه مسجدًا، وإنما هذا المسجد الذي بُنِي فيه إنما هو محدث في دين الإسلام ليس له أصل، وكذلك دار المولد


الشرح