وإذا كان حكم مقام نبينا صلى الله عليه وسلم في مثل
غار حراء الذي ابتدئ فيه بالإنباء والإرسال، وأنزل عليه فيه القرآن، مع أنه كان
قبل الإسلام يتعبد فيه، وفي مثل الغار المذكور في القرآن الذي أنزل الله فيه
سكينته عليه، فمن المعلوم أن مقامات غيره من الأنبياء أبعد عن أن يشرع قصدهـا،
والسفر إليهـا لصلاة أو دعاء أو نحو ذلك إذا كانت صحيحة ثابتة، فكيف إذا عُلم أنها
كذب أو لم يُعلم صحتها؟
*****
إذا كان أعظم ما حدث هو ما حدث في غار حراء؛ لأن الله ابتدأ فيه الوحي على نبيه صلى الله عليه وسلم، وجاءه الملك وهو فيه، وكذلك ما حدث في غار ثور من اختفائه صلى الله عليه وسلم عن المشركين، وإنزاله عليه السكينة فيه، ومع هذا لم يكن صلى الله عليه وسلم يحيي هذين الغارين، أو يتردد عليهما؛ لأن الحاجة إليهما انتهت، وهو صلى الله عليه وسلم لم يقصدهما تشريعًا، وإنما قصدهما للحاجة فقط. فلا يجوز اعتبارهما مكانين للعبادة والتبرك، كما يظن ويفعل العوام والخرافيون الآن، خصوصًا الذين يقدمون من الباكستان وجهاتها، فهم أحرص الناس على إحياء هذه الآثار والتبرك بها.
الصفحة 7 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد