كان النبي صلى الله عليه وسلم على وشك السفر لغزوة تبوك، فوعدهم إذا رجع صلّى فيه، فلما رجع وقَرُبَ مـن المدينة جاءه الوحي بهذه الآيات:﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا﴾ إلى آخر الآيات، بيّن الله قصدهم، وكشف سِترهم وفضح نيتهم، وبيّن أنهم إنما أرادوا التفريق بين المؤمنين، وأن يجعلوا من هذا المكان مأوى لمن حارب الله ورسوله من أهل النفاق، ونهى الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يصلِّي فيه، وأمره أن يصلي في مسجد قباء فقال: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ﴾ [التوبة: 108] فكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يزوره ويصلِّي فيه كل سبت، كما سبق بيانه، يأتيه ماشيًا وراكبًا، ويصلي فيه عملاً بقول الله له: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ﴾ ثم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يهدم مسجد الضرار ويحرقه، وأبطل الله كيد المنافقين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد