فدخل في معنى ذلك من بنى أبنية يضاهي بها مساجد
المسلمين لغير العبادات المشروعة من المشاهد وغيرها، لا سيما إذا كان فيها من
الضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين، والإرصاد لأهل النفاق والبدع المحادّين لله
ورسوله ما يقوى بها شبهها بمسجد الضرار، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ
أَن تَقُومَ فِيهِۚ﴾ وكان مسجد قباء أسس على التقوى، ومسجده أعظم في
تأسيسه على التقوى من مسجد قباء كما ثبت في «الصحيح» عنه، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى فَقَالَ: «مَسْجِدِي هَذَا» ([1])
فكِلا المسجدين أُسِّس على التقوى، ولكن اختص مسجده في أنه أكمل في الوصف من غيره،
فكان يقوم في مسجده يوم الجمعة ويأتي مسجد قباء يوم السبت.
*****
هذا كلام عظيم الفائدة؛ حيث إنَّ كل مسجد أسس على المعصية والكيد للإسلام والمسلمين، مثل المشاهد التي تُبنى على القبور، والمساجد التي تُبنى لإحياء الآثار، كلها مثل مسجد الضرار، يجب هدمها وإزالتها.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (324)، وابن ماجه رقم (1411).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد