اليهود، فلم يبق في شريعتنـا ما يوجـب تخصيصها بحكم،
كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت.
وفي تخصيصها بالتعظيم مشابهة لليهود، وقد تقدم كلام
العلماء في يوم السبت وعاشوراء ونحو ذلك.
*****
متى بُنيت القبة على
الصخرة وسبب ذلك؟:
قوله: «فلما كان زمن
عبد الملك...» وهكذا البدع إذا حدثت، فإنها تتطور، فلا يُتساهل في تعظيم الأشياء التي لم
يعظّمها الله من الأماكن والبقاع، فإن هذا يؤول بالناس إلى تعظيمها وعبادتها، أو
العبادة عندها، أو الغلو فيها، فلا يُفتح باب الابتداع في الدين.
فلا تعظيم للصخرة،
ولا يوجد آثار تدلُّ على تعظيمها إلاّ من روايات أهل الكتاب وإسرائيلياتهم مثل هذه
القصة التي ذكرت عن كعب الأحبار حيث وصفها بأنها عرش الله عز وجل الأدنى، وهذا
يخالف ما في القرآن، فإنَّ العرش فوق السماوات وفوق الكون كله، وليس في الأرض شيء
منه، بل الكرسي وَسِع السماوات والأرض، والكرسي موضع القدمين وهو غير العرش.
قوله: «ولا ريب أنَّ الخلفاء الراشدين لم يبنوا هذه القبة...» من المعروف أن ابن عمر رضي الله عنهما مشهور بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والحرص على اتباعه، وكان يزور بيت المقدس ليصلِّي فيه، ويحصل على الفضيلة، ولـكن مع هذا ما كان يلتفت إلى الصخرة، ولا يأتيها؛ لعلمه أنَّ هذا شيء ليس من شريعة المسلمين، فلقد نُهينا عن التشبه باليهود، فتعظيم الصخرة تَشَبُّهٌ بهم؛ لأنهم هم الذين يعظمونها. فتعظيمها كان لأمر سياسيٍّ ومنافسة بين عبد الملك وابن الزبير.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد