×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وقد ذكر طائفة من متأخري الفقهاء من أصحابنا وغيرهم أنَّ اليمين تغلّظ ببيت المقدس بالتحليف عند الصخرة، كما تغلظ في المسجد الحرام بالتحليف بين الركن والمقام، وكما تغلظ في مسجده صلى الله عليه وسلم بالتحليف عند قبره، ولكن ليس لهذا أصل في كلام أحمد ونحوه من الأئمة، بل السنة أن تغلظ اليمين فيها كما تغلظ في سائر المساجد عند المنبر، ولا تغلظ اليمين بالتحليف عند ما لم يشرع للمسلمين تعظيمه، كما لا تغلظ بالتحليف عند المشاهد ومقامات الأنبياء ونحو ذلك، ومن فعل ذلك فهو ضال، مبتدع، مخالفٌ للشريعة.

وقـد صنف طائفـة من النـاس مصنفـات في فضائل بيت المقدس، وغيره من البقاع التي بالشام، وذكروا فيها من الآثار المنقولة عن أهل الكتاب وعمن أخذ عنهم ما لا يحل للمسلمين أن يبنوا عليه دِينهم.

*****

  اليمين في الخصومة تُغلَّظ أحيانًا، في الزمان أو المكان، في الزمان بعد العصر، كقوله تعالى: ﴿تَحۡبِسُونَهُمَا مِنۢ بَعۡدِ ٱلصَّلَوٰةِ فَيُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ [المائدة: 106]، أو في المكان بأن يحلِف في المسجد، عند المنبر في كل مسجد، وما ذُكر من أنها تغلّظ عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو عند الصخرة في بيت المقدس، فهذا من الأكاذيب، وهو محض افتراء. كما لا تغلظ اليمين عند المشاهد المبنية على قبور الأولياء والصالحين؛ لأنَّ هذا وسيلة إلى الشرك.


الشرح