فالصلاة لله وحده، والصدقة لله وحده، والصيام لله
وحده، والحج لله وحده، وإلى بيت الله وحده فالمقصود من الحج: عبادة الله وحده في
البقاع التي أمر الله بعبادته فيها، ولـهذا كان الحج شعار الحنيفيـة، حتى قال
طائفة من السلف: ﴿حُنَفَآءَ لِلَّهِ﴾[الحج: 31] أي:
حجاجًا، فإنَّ اليهود والنصارى لا يحجّون البيت.
*****
قوله: «وقال له رجل:
ما شاء الله وشئت...» معنى ندًّا: أي شريكًا؛ وذلك لأنه جمع بين مشيئة الرسول
ومشيئة الله بالواو، فعطف بالواو: ما شاء الله وشئت.
قوله: «والعبادات
التي شرعها الله كلها تتضمن...» الدين كله لله عز وجل والعبادة كلها لله بجميع
أنواعها، فلا يُصرف منها شيء لغير الله، فمن صرف شيئًا من أنواع العبادة كالذبح
والنذر والخوف والرجاء لغير الله عز وجل فقد أشرك.
الحج هو عبادة لله لا للبيت، وإنما هو عبادة لله عند البيت، الذي جعله الله مثابةً للناس وأمنًا، فالعبادة لله عز وجل لكن جعل مكانها عند البيت، وذلك في الحجِّ والعمرة خاصة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد