وقال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].
وكان عُمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللَّهُمْ اجْعَلْ
عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا، وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِكَ خَالِصًا، وَلا تَجْعَلْ
لأَِحَدٍ فِيهِ شَيْئًا.
وقال الفضيل بن
عياض في قوله تعالى: ﴿لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ
عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2] قال: أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي،
ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان
صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص: أن يكون لله،
والصواب: أن يكون على السُّنة.
*****
الشرط الأول: العمل الصالح وهو
ما كان مُتبعًا الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، والشرط الثاني: قوله تعالى: ﴿وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ فالله لا يقبل العمل إذا أشرك معه فيه غيره.
وهذا ما دعا به عمر
رضي الله عنه أن يوفقه للإخلاص، وأن يجنِّبه الشرك، فدلَّ على أنه لا بد من
الأمرين: الإخلاص لله، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
لم يقل الله: أيكم
أكثر عملاً، فالعبرة ليست بالكثرة، إنما العبرة بالحُسن والصواب، ولذلك لما سُئل
الفضيل بن عياض رحمه الله: ما معنى: ﴿لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾؟ قال: أخلصه
وأصوبه، أخلصه بأن يكون خالصًا لله، ليس فيه شرك، وأصوبه بأن يكون على السنة، ليس
فيه بدعة.
الصفحة 5 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد