والشهادة بأنَّ محمدًا رسول الله تتضمن تصديقه في كل
ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، فما أثبته وَجَبَ إثباته، وما نفاه وجب نفيه.
كما يجب على الخلق أن يثبتوا لله ما أثبته من الأسماء
والصفات، وينفوا عنه ما نفاه عنه من مماثلة المخلوقات، فيخلصون من التعطيل
والتمثيل، ويكونون على خير عقيدة في إثبات بلا تشبيه، وتنزيهٍ بلا تعطيل.
*****
وهو لا يخضع له، كالذي يحبُّ زوجته أو ولده أو
ماله أو مسكنه، فهذا ليس معه ذل وخضوع، فهذه ليست عبادة، هذه محبّة طبيعية، هذا
فَرْقُ ما بين محبة العبادة، والمحبة الطبيعية.
من مقتضى شهادة أن
محمدًا رسول الله أن يُصدّق الرسول صلى الله عليه وسلم في كلِّ ما أخبر به، سواء
كان مُتواترًا أو كان آحادًا؛ لأنَّ بعض الناس إنما يقْصر الإيمان على المتواتر من
السنة، وينكر العمل بالآحاد، ومن الناس من يقول: المتواتر هو الذي يفيد القطعيَّة،
وأما الآحاد فيفيد الظنيَّة. وهذا كله كلام باطل، فكلام الرسول صلى الله عليه وسلم
كله إذا ثبت - سواء متواترًا أو آحادًا - فإنه يفيد اليقين.
من الإيمان بالله والشهادة له بالوحدانية إثبات أسماء الله وصفات الله عز وجل فمن صميم التوحيد أن نثبت ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات، إثباتًا بلا تمثيل؛ لأنَّ هناك من يغلو في الإثبات، ويشبِّه المخلوق بالخالق. وتنزيهًا بلا تعطيل، فهناك من ينزّه الله، ويغلو في التنزيه، حتى ينفي عن الله ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد