وعليهم أن يفعلوا ما أمرهم به، وأن ينتهوا عما نهاهم
عنه، ويحللوا ما أحله، ويحرّموا ما حرّمه، فلا حرام إلاّ ما حرّمه الله ورسوله، ولا
دِين إلاّ ما شرعه الله ورسوله.
ولهذا ذمّ الله المشركين في سورتي الأنعام والأعراف
وغيرهما، لكونهم حرّموا ما لم يحرمه الله، ولكونهم شرعوا دينًا لم يأذن به الله،
كما في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ
ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا﴾[الأنعام: 136] إلى آخر السورة. وما ذكر الله في صدر
سورة الأعراف، وكذلك قوله: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ
شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21].
وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا﴾ [الأحزاب: 45- 46]، فأخبره أنه أرسله داعيًا إليه بإذنه،
فمن دعا إلى غير الله فقد أشرك، ومن دعا إليه بغير إذنه فقد ابتدع، والشرك بدعة،
والمبتدع يؤول إلى الشرك، ولم يوجد مبتدع إلاّ وفيه نوع من الشرك.
*****
ومن توحيد الله ومقتضى الشهادتين تحليل ما أحله
وتحريم ما حَرَّمه، هنالك من يأخذ بأقوالِ العلماء، دون أن يعرف دليلها، لماذا؟
لأنه يوافق هواه، أما إذا خالف هواه، ولو كان صوابًا، فإنه لا يقبله، بل بعضهم لا
يعمل بالأحاديث الصحيحة إذا خالفت هواه.
عاب الله على
المشركين في هاتين السورتين عدم التزامهم في التحليل والتحريم بشرع الله، وأخذهم
بما شرعه لهم طواغيتهم.
قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا﴾ يعني: أنَّ الذي يدعو إلى الله