×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

كما قال تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [التوبة: 31]. وكان من إشراكهم أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

وقد قال تعالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ [التوبة: 29] فقرن بعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر، أنهم لا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق.

*****

هو الذي يدعو بإذن الله، أي: بشرعه وبدينه، وإن دعا الناسَ إلى غير دين الرسول فهو مبتدع، والمبتدع يشرع ما لم يأذن به الله، فهو مشرك.

قوله: «﴿وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ» فهم إنما يدينون دِين الباطل، ويحرّمون ويحلّلون ما يوافق أهواءهم، وما قال به أحبارهم ورهبانهم من دون الله عز وجل.


الشرح