كما قال تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ
إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31].
وكان من إشراكهم أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.
وقد قال تعالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ
دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ
عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ﴾ [التوبة: 29] فقرن
بعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر، أنهم لا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله، ولا
يدينون دين الحق.
*****
هو الذي يدعو بإذن
الله، أي: بشرعه وبدينه، وإن دعا الناسَ إلى غير دين الرسول فهو مبتدع، والمبتدع
يشرع ما لم يأذن به الله، فهو مشرك.
قوله: «﴿وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ﴾» فهم إنما يدينون دِين الباطل، ويحرّمون ويحلّلون ما يوافق أهواءهم، وما قال به أحبارهم ورهبانهم من دون الله عز وجل.
الصفحة 4 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد