والمؤمنون صدّقوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر
به عن الله، وعن اليوم الآخر، فآمنوا بالله وباليوم الآخر، وأطاعوه فيما أمر ونهى،
وحلّل وحرّم، فحرّموا ما حرّم الله ورسوله، ودانوا دين الحق، فإنَّ الله بعث
الرسول يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرّم عليهم
الخبائث، فأمرهم بكل معروف، ونهاهم عن كل منكر، وأحلّ لـهم كل طيب، وحرّم عليهم كل
خبيث.
*****
الأصل أنَّ الذي يُطاع ويُتبع مطلقًا هو الرسول صلى الله عليه وسلم، أما ما عداه من أهل العلم، ولو بلغ من العلم مرتبةً عاليةً، فإنه لا يُقبل قوله مطلقًا، وإنما يُعرض على الدليل، فإذا وافق الدليل قُبل، وما خالف الدليل فإنه يُردّ؛ لأنه مجتهدٌ، إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجرٌ واحدٌ، لكن لا نتبعه على الخطأ.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد