ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله
ألبتة، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا
وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ
وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ
كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ﴾ [الشورى: 13].
فأمر الرسل أن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه.
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ
صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ ٥١ وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ﴾ [المؤمنون:
51- 52].
*****
يعني: أنَّ أمر العقيدة لا يجوز التفرق فيه،
فالعقيدة وهي التوحيد واحدة وهي عقيدة الأنبياء جميعًا، كما قال تعالى في هذه
الآية: ﴿شَرَعَ
لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ﴾ يعني: من التوحيد والعقيدة، ﴿مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا
وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ
وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ﴾ وقد قال تعالى: ﴿وَسَۡٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا
مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾ [الزخرف: 45]
فالدّين الذي هو التوحيد لا يتغير؛ لأن الله خلق الخلق من أجله، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]،
وإنما النَّسخ يكون في الشرائع العملية، لا في العقيدة.
الشاهد في ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾، فالمسلمون أمة واحدة، من أوَّلِ الخليقة إلى آخر الخليقة، إخوة في الدين والعقيدة.
الصفحة 1 / 376