×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

ومنهم من يعلِّق على القبر المكذوب أو غير المكذوب، من الستور والثياب، ويضع عنده من مصوغ الذهب والفضة، مما قد أجمع المسلمون على أنه ليس من دِين الإسلام.

والمسجد الجامع معطل خراب صورة ومعنى.

وما أكثر من يعتقد من هؤلاء أنَّ صلاته عند القبر المضاف إلى بعض المعظمين - مع أنه كذب في نفس الأمر - أعظم من صلاته في المساجد الخالية من القبور والخالصة لله.

فيزدحمون للصلاة في مواضع الإشراك المبتدعة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذها مساجد، وإن كانت على قبور الأنبيـاء، ويهجـرون الصلاة في البيوت التي أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، والتي قال الله فيها: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ [التوبة: 18].

*****

 قوله: «ومنهم من يعلق على القبر المكذوب أو غير...» أي: يعلِّقون الستور على القبور مضاهاة للكعبة، ويضعون عليها السرج، ويضعون عليهـا حليّ الذهب والفضة، وكل هذا في خزينة شياطين الإنس، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويزينون لهم هذه الأمور، وإلاّ فالميت لا ينتفع منها، وإنما هذه حِيل وشِباك ينصبها هؤلاء الكذبة الكفرة للناس؛ ليأخذوا أموالهم.

قوله: «والمسجد الجامع...» يعني: أن المسجد الخالي من القـبر ليس له قيمة عند هؤلاء، ولا يتَّجهون إليه، بل لا يتجهون إلى المسجد


الشرح