ومن أكابر شيوخهم من يقول: الكعبة في الصلاة قِبلة
العامة، والصلاة إلى قبر الشيخ فلان - مع استدبار الكعبة - قبلة الخاصة. وهذا
وأمثاله من الكفر الصريح باتفاق علماء المسلمين.
وهذه المسائل التي تحتمل من البسط وذكر أقوال العلماء
فيها ودلائلها أكثر مما كتبنا في هذا المختصر.
وقد كتبنـا في ذلك في غير هذا الموضع ما لا يتَّسع له
هذا الموضع. وإنما نبهنا فيه على رؤوس المسائل، وجنس الدلائل، والتنبيه على
مَقَاصد الشريعة وما فيها من إخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وما
سَدّته من الذريعة إلى الشرك دِقِّه وَجِلّه، فإنَّ هذا هو أصل الدين، وحقيقة دين المرسلين،
وتوحيد رب العالمين.
*****
قوله: «ومِن أكابر
شيوخهم...» مما لا شَكَّ فيه أنَّ من زعم أن الكعبة قبلة العامة والجهال، وأنَّ القبر
قبلة الأولياء والأتقياء والخواص، أنه أشدُّ كُفرًا من فرعون.
قوله: «وهذه المسائل التي تحتمل...» رحم الله الشيخ وجزاه عن الإسلام والمسلمين خَيرًا، فقد كتب وبيّن وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين من ربِّهِ، وترك للناس علمًا عظيمًا ينتفع به من يأتي بعده، وهذا واجب العلماء في كل زمان تجاه هذه الأضرحة التي صدَّت الناس عن عبادة الله التي خلق الخلق من أجلها.
الصفحة 6 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد