قوله: «فالعبد مع
شهوده الربوبية العامّة...» هذا ردٌّ عليهم؛ لأنهم يقولون: إذا أقررت بتوحيد
الربوبية وحققته، فلا عليك أن تعمل المُحرمات، وأن تترك الواجبات؛ لأنك وصلت
وعرفت، ويسمون من بلغ هذه المرتبة العارف بالله. والله جل وعلا فرَّق بين العاصي
والمطيع. وهم لا يفرقون.
قوله: «قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ
ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾» الله فرّق بين
المطيع والعاصي، وفرّق بين المؤمن والكافر، وبين المؤمن والفاسق، وبين المؤمن
والمنافق، فدلّ على أنه لا يكفي أن تُقِرَّ بتوحيد الربوبية، بل لا بد أن تُقِرَّ
بتوحيد الألوهية وأن تأتي بالأوامر وتجتنب النواهي.
وكذلك قوله: «﴿أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾» فالله فرَّق بين
الصنفين وهم سوَّوا بين المسلمين والمجرمين، يقولون: ما داموا يقرون بتوحيد
الربوبية، وفعلوا ما يوافقه، فهم موحِّدون وهم من أهل الجنة. ولم يفرقوا بين
أولياء الله وأعداء الله.
قوله: «ومن لم يفرق بين أولياء الله وأعدائه...» ولا بين العمل الصالح والطالح فيقولون: نحن عملنا الكفر والمعاصي برضا الله، فإنَّ الله رضي منا هذه الأعمال القبيحة، ولو شاء لما مكننا منها، ويحتجون على الله سبحانه وتعالى بالقدر وبتوحيد الربوبية «والقدر يُؤْمَنُ به ولا يُحْتَجُّ به» فيؤمن بأن كل شيء بقدر الله من الطاعة والمعصية والكفر والإيمان، ولكن هذه الأمور ليست من شرع الله الذي رضيه لعباده.
الصفحة 3 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد