قال ابن القيم: «فَسَلْ المُعَطِّل الجاحد:
ماذا تقول في دُولاب دائر على نَهرٍ، وقد أحْكمَت آلاته، وأحكم تركيبه، وقُدِّرت
أدواته أحسن تقدير وأبلغه، بحيث لا يرى النَّاظِرُ فيه خللاً في مادَّتِه ولا في
صُوْرَتِه، وقد جُعِلَ على حَدِيقْةٍ عَظِيمة، فيها مِنْ كُلِّ أنواع الثِّمار
والزُّروع، يسقيها حاجتها، وفي تلك الحديقةٍ مَنْ يُلمَّ شَعثَها، ويُحسِن
مراعاتها وتعهدها والقيام بجميع مصالحها، فلا يَخْتلَّ منها شيء، ثُمَّ يُقَسِّمُ
قيمتها عند الجذاذ على أحسن المخارج بحسب حاجاتهم وضروراتهم، فَيُقَسِّم لكل صنف
منهم ما يليق به، ويقسمه هكذا على الدَّوام، أترى هذا اتِّفاقًا بلا صانع ولا
مُختارٍ ولا مُدَبِّرٍ، بل اتَّفق وُجود ذلك الدُّولاب والحديقة وكلُّ ذلك اتفاقًا
مِنْ غير فاعل ولا قيِّمٍ ولا مُدَبِّرٍ؟، أفترى ما يقول لك عقلك في ذلك لو كان؟،
وما الذي يفتيك به؟، وما الذي يرشدك إليه؟، ولكن مِنْ حكمة العزيز الحكيم أَنَّ
خلق قلوبًا عميًا لا بصائر لها فلا ترى هذه الآيات الباهرة إلا رؤية الحيوانات
البهيميَّة كما خلق أعينُاً لا أبصار لها». انتهى كلامه رحمه الله .
ثانيًا: توحيد الألوهية:
توحيد الألوهية هو إفراد اللَّه تعالى بجميع أنواع
العبادة.
فالألوهية معناها: العبادة، و(الإله) معناه المعبود،
ولهذا يسمى هذا النوع مِنْ التَّوْحِيْد «توحيد
العبادة» .
و(العبادة) في اللغة: الذُّل، يقال: طريق
مُعَبَّد: إذا كان مُذَلَّلاً قد وطأته الأقدام.
وأما معنى العبادة شرعًا، فقد اختلفت عبارات العلماء في ذلك مع اتفاقهم على المعنى:
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد