لأَنَّ العطف بالواو يقتضي
التسوية بين المتعاطفين، وهذا شرك، فالواجب أَنْ يعطف بـ (ثُمُّ)، فيُقَال: مَا
شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ وَشِئْتَ، أو: ثُمَّ شاء فلان، لَوْلاَ اللَّه ثُمَّ أنت، أو:
ثُمَّ فُلان، مَا ليِ إلاَّ اللَّه ثُمَّ أنت، لأنَّ العطف بـ (ثم) يقتضي الترتيب
والتعقيب، وأَنَّ مشيئة العبد تأتي بعد مشيئة اللَّه تعالى لا مساوية لها، كما قال
تعالى: ﴿وَمَا
تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ﴾[التّكوير: 29]،
فمشيئة العبد تابعة لمشيئة اللَّه تعالى، فالعبد وإِنَّ كانت له مشيئة - خلافًا
للجبرية - ، فمشيئته تابعة لمشيئة اللَّه، ولا يقدر على أَنَّ يشاء شَيْئًا إلا
إذا كان اللَّه قد شاءه، خلافًا للقدرية مِنْ المعتزلة وغيرهم، الذين يثبتون للعبد
مشيئة تخالف ما أراده اللَّه، تعالى اللَّه عما يقولون.
3- الشرك في النيات والمقاصد :
ومِنْ الشَّرك الأصغر الشِّرك في النيَّات والمقاصد وهو
ما يُسَمَّى بالشِّرك الخفي، كالرياء، وهو نوعان:
أ - الرياء:
وهو مشتق مِنْ الرؤية، والمراد به إظهار العبادة لقصد
رؤية الناس لها، فيحمدون صاحبها، والفرق بين الرياء وبين السُّمْعَة: أّنَّ الرياء
لما يُرى مِنْ العمل، كالصلاة، والسُّمعة لما يُسمع، كالقراءة والوعظ والذكر،
ويدخل في ذلك تحدُّث الإنسان عن أعماله وإخباره بها.
وقد قال اللَّه تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110] .
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد