وفريقٌ
ثالث، هم المجوس الذين يعبدون النيران، ويتخذون إلهين
أحدهما خالق للخير والثاني خالق للشر بزعمهم.
وفريقٌ رابع، وهم الصابئون الذين يعبدون
الكواكب والنجوم، ويعتقدون تأثيرها في الأرض.
وفريق خامس، هم الدهرية الذين لا يدينون
بدين، ولا يؤمنون ببعث ولا حساب.
هكذا كانت حالة أهل الأرض عند بعثة النبي صلى الله عليه
وسلم ، جهالة جهلاء وضلالة عمياء، فأنقذ اللَّه به مِنْ قبل دعوته واستجاب له مِنْ
الظلمات إلى النور، وأعاد الحنيفية السمحة ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهدم الأوثان،
ونهى عن الشرك، وسَدَّ كل الوسائل الموصلة إليه.
· وإليك بيان الوسائل القولية والفعلية التي نهى عنها رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم لأنَّها تفضي إلى الشرك:
1.
نهى رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم عن التلفُّظ بالألفاظ التي فيها التسوية بين اللَّه وبين خلقه، مثل: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»، «لَولا اللَّه وَأنْتَ»... وأمر بأَنْ
يُقال بدل ذلك: «مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
شِئْتَ» ([1])، لأَنَّ الواو
تقتضي التسوية، و(ثُمَّ) تقتضي الترتيب، وهذه التسوية في اللفظ شرك أصغر، وهو
وسيلة إلى الشرك الأكبر.
2. نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في تعظيم القبور الْبِنَاءِ عَلَيها وإسراجها وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا ([2]).
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2117).
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد