ذلكم هو المهدي الذي أخبر عنه رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم وبين صفاته الفارقة ووقت خروجه وسيرته
وقد ادعى المهدية جماعة مِنْ الضلاَّل في وقت مبكر عن
وقته، ولا تنطبق عليهم صفاته، وإِنَمَّا أرادوا بذلك التغرير بالسذج، واستغلال
ادعاء هذه الشخصية لمطامعهم الخاصة، فأظهر اللَّه كذبهم، وفضح باطلهم، ولا تعجب،
فقد ادعى قوم النبوة، وافتروا على اللَّه الكذب، ﴿وَمَنۡ
أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ
وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ﴾ [الأنعَام: 93].
نسأل اللَّه أَنْ يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه،
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ويكفينا شر الأئمة المضلين والمحتالين
الدجالين. والحمد للَّه رب العالمين.
2- خروج الدَّجال:
المسيح الدجال والفاتن الكذاب مسيح الضلالة نعوذ باللَّه
مِنْ فتنته، فقد أنذرت به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أقوامها، وحذَّرَتْ منه
أممها، وبينت أوصافه، وحَذَّر منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر، وبين
أوصافه ونعته لأمته نعوتًا لا تخفى على ذي بصيرة.
وفي «الترمذي»
([1]): أنَّه يخرج مِنْ
خراسان.
عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا
عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ» ([2]).
وسُمِّيَ المسيح، لأنَّ عينه ممسوحةٌ، وقيل: لأنَّه يمسح الأرض، أيْ: يقطعها، وسُمِّي الدجال: مِنْ الدجل، وهو الخلط، يقال: دجل،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4282)، والترمذي رقم (2230)، وأحمد رقم (3571).
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد