×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقد أنْكَر بعض الكُتَّاب العصريين وجود يأجوج ومأجوج ووجود السد، وبعضهم يقول: إِنَّ يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر المتفوقة في الصناعة.

ولا شَّك أَنَّ هذا تكذيبٌ لما جاء في القرآن، وتكذيب لما صح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، أو تأويلٌ له بما لا يحتمله، ولاشَّك أن مَنْ كذَّب بما جاء في القرآن أو صَحَّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فهو كافر، وكذلك مِنْ أوَّله بما لا يحتمله، فإنَّه ضالٌ ويُخْشَى عليه مِنْ الكفر.

وليس لهؤلاء شبهة يستندون إليها إلا قولهم: إِنَّ الأرض قد اكتشفت كلها فلم يوجد ليأجوج ومأجوج ولا للسد مكان فيها.

والجواب عن ذلك: أَنَّ كون المكتشفين لم يعثروا على يأجوج ومأجوج وسدهم لا يدل ذلك على عدم وجودهم، بل يدل على عجز البشر عن الإحاطة بملكوت اللَّه عز وجل ، وقد يكون اللَّه عز وجل صرف أبصارهم عن رؤيتهم، أو جعل أشياء تمنع مِنْ الوصول إليهم، واللَّه قادر على كل شيء، وكل شيء له أجل، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ ٦٦لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ٦٧ [الأنعَام: 66-67] ، وما الذي أعمى أبصار الأوائل وأعجز قدراتهم عن كنوز الأرض التي اكتشفها المعاصرون كالبترول وغيره، إلا أَنَّ اللَّه عز وجل جعل لذلك أجلاً ووقتًا؟ فاللَّه المستعان.

5- خروج الدابة:

ذكر اللَّه خروج الدابة في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النَّمل: 82] قال الإمام ابن كثير رحمه الله : «قال ابن عباس والحسن وقتادة: ﴿تُكَلِّمُهُمۡ﴾،


الشرح