الأصل الثاني: الإيمان
بالملائكة
****
الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان الستة، كما جاء
في حديث جبريل، حيث قال: «الإِيْمَانُ:
أَنْ تُؤْمِنَ باللَّه، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالَيوْمِ
الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالَقدَرِ خَيْرِهِ وَشَرَّهِ» ([1]).
وقد جاء ذكر الإيمان بالملائكة مقرونا بالإيمان باللَّه
في كثير مِنْ الآيات القرآنية:
كما قال تعالى: ﴿كُلٌّ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ﴾ [البَقَرَة: 285].
وكما في قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ
ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ
وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البَقَرَة:
177].
والإيمان بالملائكة يتضمن التصديق بوجودهم، وأنَّهم
عِبادٌ مُكْرَمُون، خلقهم اللَّه لعبادته وتنفيذ أوامره، والإيمان بأصنافهم
وأوصافهم وأعمالهم التي يقومون بها حسبما ورد في الكتاب والسُّنَّة، والإيمان
بفضلهم ومكانتهم عند اللَّه عز وجل .
وقد ورد في «صحيح
مسلم» ([2]): «أَنَّ اللَّه خَلَقَهُم مِنَ نُوْرٍ».
ومما يدل على فضلهم وشرفهم: أنَّ اللَّه يضيفهم إليه إضافة تشريف، كقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ﴾ [الأحزَاب: 56] ، وقوله: ﴿كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ﴾ [البَقَرَة: 285] ، وقوله: ﴿وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ﴾ [النِّسَاء: 136] ، وقوله: ﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ﴾ [البَقَرَة: 98].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد