وكل نفي في صفات اللَّه، فإنَّه يتضمن إثبات الكمال،
وليس هو نفيا محضا، لأَنَّ النفي المحض ليس فيه مدح، لأنَّه عدم محض، والعدم ليس
بشيء.
ومِنْ أمثلة النفي المتضمن لإثبات الكمال: قوله تعالى: ﴿وَلَا
يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49] ،
أي: لكمال عدله سبحانه.
وقوله: ﴿وَلَا ئَُودُهُۥ
حِفۡظُهُمَاۚ﴾ [البَقَرَة: 255] ، أي: لكمال قدرته و قوته.
وقوله: ﴿لَا
تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ﴾ [البَقَرَة: 255] ، أي: لكمال حياته وقيوميته.
وهكذا كل نفي عن اللَّه، فإنَّه يتضمن إثبات ضد المنفي
مِنْ الكمال والجلال.
هذا، ونسأل اللَّه البصيرة في دينه، والعمل بطاعته،
ومعرفة الحق والعمل به
· منهج الجهمية وتلاميذهم في أسماء اللَّه وصفاته :
يجب على المسلم إثبات أسماء اللَّه وصفاته على الوجه
اللائق بجلال اللَّه وعظمته على وفق ما جاء في الكتاب والسُّنَّة، لأَنَّ هذا يدخل
في باب الإيمان باللَّه عز وجل ، وهو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، متخذين كتاب
اللَّه وسنة رسوله الدليل والمرجع في ذلك، عكس ما عليه الجهمية وتلاميذهم مِنْ
المعتزلة والأشاعرة، الذين ينفون ما أثبته اللَّه لنفسه مِنْ الأسماء والصفات، أو
ينفون بعضًا منها ويثبتون البعض الآخر تحكُّمًا منهم، ويجعلون مرجعهم في ذلك ما
قررته عقولهم القاصرة أو قرره لهم أئمة الضلال، وفرق بين مِنْ جعل دليله الكتاب
والسُّنَّة ومَنْ جعل دليله نحاتة الأفكار وزبالة الأذهان، كما يقوله واحد منهم:
وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ التَّشْبِيَهَا **** أَوِّلهُ أَوْ فَوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيْهَا
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد