هذا تعاملهم مع نصوص الكتاب والسُّنَّة في باب أسماء
اللَّه وصفاته، التأويل، وهو صرف هذه النصوص عما دلت عليه مِنْ المعاني الجليلة
إلى ما تقرره عقولهم مِنْ الأفكار العقيمة والآراء الباطلة، وما عجزت عنه عقولهم، فرفضوه
واعتقدوا خلاف ما يدل عليه.
سبحانك ربي، ما أعظم شأنك، وما أحلمك على عبادك،
إِنَّهُم نفوا عنك ما أثبته لنفسك مِنْ صفات الكمال ونعوت الجلال، وخالفوا كتابك،
وقدموا ما أملته عليهم عقولهم على ما أنزلته في كتابك، نفوا عنك أسماءك وصفاتك،
ونفوا عن كتابك حُجَّيَّتُه وهدايته.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في هؤلاء: «ومَنْ ظن
أنَّه أخبر عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهره باطلٌ وتشبيهٌ وتمثيلٌ، وترك الحق لم
يخبر به، وإِنَمَّا رمز إليه رموزا بعيدة، وأشار إليه إشارات ملغزة، ولم يصرح به،
وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل الباطل، وأراد مِنْ خلقه أَنْ يتعبوا أذهانهم وقواهم
وأفكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه، وتأويله على غير تأويله، ويتطلَّبوا له وجوه
الاحتمالات المُستكرهة، والتأويلات التي هي بالألْغاز والأحاجي أشبه منها بالكشف
والبيان، وأحالهم في معرفة أسمائه وصفاته على عقولهم وآرائهم لا على كتابه، بل
أراد منهم أَنْ يحملوا كلامه على ما لا يعرفونه مِنْ خطابهم ولغتهم، مع قدرته على
أَنَّ يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به، ويريحهم مِنْ الألفاظ التي توقعهم في
اعتقاد الباطل، فلم يفعل، بل سلك بهم خلاف طريق الهدى والبيان، فقد ظن به ظن
السوء.
فإنَّه إِنْ قال: إنَّه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي عبر به هو وسلفه، فقد ظن بقدرته العجز، وإِنْ قال: إنَّه قادر ولم يبين،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد