الأصل السادس: الإيمان
بالقضاء والقدر
****
لا شك أَنَّ إثبات القضاء والقدر ووجوب الإيمان بهما
وبما تضمناه مِنْ أعظم أركان الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الإِْيمَانُ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ
وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])، وقال تعالى: ﴿إِنَّا
كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القَمَر: 49].
والْقَدَر: مصدر: قَدَّرْتُ الشيء: إذا
أحطت بمقداره.
والُمراد هنا: تعلقُ عِلْم اللَّه
بالكائنات وإرادته لها أزلاً قبل وجودها، فلا يحدث شيء إلا وقد عَلِمَه اللَّه
وقدَّره وأراده.
ومذهب أهل السُّنَّة والجماعة هو الإيمان بالقدر خيره
وشره.
والإيمان بالقدر يتضمَّن أربع درجات:
الأولى: الإيمان بعلْم اللَّه
الأزلي بكلِّ شيءٍ قبل وجوده، ومِنْ ذلك علمه بأعمال العباد قبل أَنْ يعملوها.
الثانية: الإيمان بأنَّ اللَّه
كَتَبَ ذلك في اللوح المحفوظ.
الثالثة: الإيمان بمشيئة اللَّه
الشاملة لكل حادث وقدرته التامة عليه.
الرابعة: الإيمان بإيجاد اللَّه لكل
المخلوقات، وأنَّه الخالق وحده، وما سواه مخلوق.
ومِنْ أدلة المرتبة الأولى والثانية: قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [الحَجّ: 70].
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد