قال بعضهم: لقد صدق نوء
كذا وكذا. فأنزل اللَّه هذه الآيات: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ
ٱلنُّجُومِ﴾ [الواقِعَة: 75] إلى قوله: ﴿وَتَجۡعَلُونَ
رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقِعَة: 82].
فإنزال المطر مِنْ اللَّه وبحوله وقوته لا دخل لمخلوق
فيه، كما قال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ
ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ
مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ ٦٩﴾ [الواقِعَة: 68-69]
، فمَن نَسَبَ إنزال المطر إلى الكواكب أو إلى الظواهر الطبيعية كالانخفاض الجوي
أو المناخ، فقد كذب وافترى، وهذا شِرك أكبر، وإِنْ كان يعتقد أَنَّ المنزل هو
اللَّه، ولكنه نسبه إلى هذه الأشياء مِنْ باب المجاز، فهذا حرام وكُفْرٌ أصغر،
لأنَّه نسب النعمة إلى غير اللَّه، كالذي يقول: مطرنا بنوء كذا وكذا.
وما أكثر التساهل في هذا الأمر على ألْسِنَةِ بعض
الصحفيين أو الإعلاميين، فيجب على المسلم أَنْ ينتبه لهذا، واللَّه الموفق، ولا
حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.
9- نِسْبَةُ النَّعَمِ إِلَى غَيْرِ اللَّه
سَبق الكلام عَن حُكم نسبة المطر إلى الأنواء والاستسقاء
بها، والكلام الآن في حُكم نسبة النعم عُموما إلى غير اللَّه.
إِنَّ الاعتراف بفضل اللَّه وإنعامه والقيام بشكره مِنْ
صميم العقيدة، لأَنَّ مِنْ نَسَبَ النعمة إلى غير مُوْلِيها - وهو اللَّه سبحانه-
، فقد كَفَرَهَا وأشرك باللَّه بنسبتها إلى غيره.
قال تعالى: ﴿يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾[النّحل: 83].
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد