×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

لأنَّ الْقُنُوط مِنْ رحمة اللَّه: سوء ظنٍ باللَّه، وجهلٍ بسعة رحمته ومغفرته. والأمْن مِنْ مكر اللَّه: جهلٌ باللَّه وبقدرته، وثقةٌ بالنفس وإعجاب بها.

وفي ذلك تنبيه على أَنْ يكون العبد دائمًا بين الخوف والرجاء، فإذا خاف، فلا يقنط ولا ييأس، بل يرجو رحمة اللَّه. وإذا رجا، فلا يتمادى به الرجاء حتى يأمن العقوبة.

وكان بعض السلف يستحبون للعبد أَنْ يُقَوِّيَ في حال الصحة جانبٍ الخوف، وفي حالة المرض وعند الموت يقوي جانب الرجاء.

فتوازن القلب بين الخوف والرجاء يدفع على العمل الصالح والبعد عن المعاصي والتوبة مِنْ الذنوب، أما إذا اختل توازن القلب فمال إلى جانبٍ واحد، فإنَّ هذا مما يُعَطِّل حركة العمل ويعرقل سبيل التوبة ويوقع في الهلاك.

وفيما قصَّه اللَّه عَنْ الأمم السابقة التي عطَّلت جانب الخوف فحلَّ بها عقاب اللَّه خير مُذَكِّر لأهل الإيمان:

فها هم قوم هود يقولون له:  ﴿إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٣٧وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨[الشُّعَرَاء: 137-138] والخوف والرجاء مِنْ أعظم أنواع العبادة، فيجب إخلاصهما للَّه عز وجل ، والإخلال بهما إخلالٌ بالتوحيد وإفسادٌ للعقيدة.

2- الشرك في المحبَّة

قلنا فيما سبق: إِنَّ الخوف مِنْ اللَّه تعالى لا بد أَنْ يكون مقرونا بمحبته سبحانه، لأنَّ تعبده بالخوف فقط هو أصل دين الخوارج.


الشرح