الأصل الرابع: الإيمان
بالرسل
****
الإيمان بالرسل أحد أصول الإيمان، لأنَّهم الواسطة بين
اللَّه وبين خلقه في تبليغ رسالاته وإقامته حجته على خلقه.
والإيمان بهم يعني: التصديق برسالتهم، والإقرار بنبوتهم،
وأنَّهم صادقون فيما أخبروا به عن اللَّه، وقد بلَّغُوا الرسالات، وبينوا للناس ما
لا يسع أحدًا جهله.
والأَدِلَّة على وجوب الإيمان بالرسل كثيرة، منها:
قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ
ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ
وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البَقَرَة:
177].
وقوله تعالى: ﴿كُلٌّ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ
بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ﴾ [البَقَرَة: 285].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ
وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن
يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ﴾ [النِّسَاء:
150-151].
ففي هذه الآيات قَرَنَ اللَّه الإيمان بالرسل بالإيمان
به سبحانه وبملائكته وكتبه، وحَكَمَ بِكُفْرِ مَن فَرَّقَ بين اللَّه ورسله، فآمن
ببعض وكفر ببعض.
وبَعْثُ الرُّسل نعمةٌ مِنْ اللَّه على البشرية، لأَنَّ
حاجة البشرية إليهم ضرورية، فلا تنتظم لهم حال ولا يستقيم لهم دين إلا بهم، فهم
يحتاجون إلى الرسل أشد مِنْ حاجتهم إلى الطعام والشراب، لأَنَّ اللَّه سبحانه
جَعَلَ الرُسل وسائط بينه وبين خلقه في تعريفهم باللَّه وبما ينفعهم وما يضرهم،
وفي تفصيل الشرائع والأمر والنهي والإباحة،
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد