×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : «ومعنى قوله: ﴿إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ [الأنفَال: 73] ، أي: إِنْ لم تُجْانبوُا المُشْرِكِيْنَ وَتَوُالُوا المؤْمِنِيْنَ، وإلاَّ، وَقَعَتْ فِتْنَةٌ في النَّاس، وَهُو التِبَاسُ الأمر واخْتلاط المُؤْمِنِيْن بالكَافِرِين، فيقع بيْن النَّاسِ فَسَادُ مُنْتشر عَرِيْضٌ طِويلٌ». انتهى.

قلت: وهذا ما حصل في هذا الزمان. واللَّه المستعان.

·       أقسام النَّاس فيما يجب في حقهم مِنْ الولاء والبراء:

الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: مَنْ يُحَبُّ محبَّة خالصة لا معاداة معها، وهم المؤمنون الخلَّص مِنْ الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وفي مقدمتهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فإنَّه تجب محبته أعظم مِنْ محبَّة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ثم زوجاته أمهات المؤمنين، وأهل بيته الطيبين، وصحابته الكرام، خصوصًا الخلفاء الراشدين، وبقية العشرة، والمهاجرين والأنصار، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان، ثم بقية الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- ، ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها، كالأئمة الأربعة.

قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحَشر: 10].

ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة مَنْ في قلبه إيمان، وإِنَمَّا يبغضهم أهل الزيغ والنفاق وأعداء الإسلام، كالرافضة والخوارج، نسأل اللَّه العافية.


الشرح