وقيل: إِنَمَّا سُمِّيَ يوم القِيَامَة لِقَيام
الملائِكَة والرُّوح فيه صفَّاً، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ
يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ صَفّٗاۖ﴾ [النّبَإِ: 38] ».
إلى أنْ قال: «واخرج
الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ
عَرَقُهُمْ فِي الأَْرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ
آذَانَهُمْ» وفي بعض ألفاظ الصحيح: «سَبْعِينَ
عَامًا» ([1]).
وأخرج مسلمٌ عَن الْمِقْدَادُ رضي الله عنه ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ
حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ»، قال: «فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا» ([2]).
ويواجه النَّاس في هذا الموقف أمورًا عظيمةً منها:
1- الحساب
الحساب هو تعريف اللَّه سبحانه الخلائق مقادير الجزاء
على أعمالهم، وتذكيره إياهم بما قد نسوه.
قال تعالى: ﴿يَوۡمَ
يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ
وَنَسُوهُۚ﴾ [المجَادلة:
6].
وقال سبحانه: ﴿وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6532)، ومسلم رقم (2863).
الصفحة 1 / 367