وقد تكون التمائم مِنْ عظامٍ ومِنْ خَرَزٍ ومِنْ كتابة
وغير ذلك، وهذا لا يجوز.
وقد يكون المعلَّق مِنْ القرآن، فإذا كان مِنْ القرآن،
فقد اختلف العلماء في جوازه وعدم جوازه، والراجح عدم جوازه، سَدَّا للذريعة،
فإنَّه يفضي إلى تعليق غير القرآن، ولأنَّه لا مُخَصِّصَ للنصوص المانعة مِنْ
تعليق التمائم، كحديث ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم يقول: «إِنَّ الرُّقَى
وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ» ([1]). وعن عقبة بن عامر
مرفوعًا: «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً، فَقَدْ
أَشْرَكَ» ([2]). وهذه نصوص عامة لا
مخصص لها.
3- التَّبَرُّك بالأشجار والأحجار والآثار
والبنايات:
والتَبَرُّك معناه: طلب البركة ورجاؤها
واعتقادها في تلك الأشياء.
وحكمه: أَنَّه شِرْكٌ أكبر، لأنَّه
تُعَلّقَ على غير اللَّه سبحانه في حصول البركة، وعبَّاد الأوثان إِنَمَّا كانوا يطلبون
البركة منها، فالتبرُّك بقبور الصالحين كالتبرك باللات، والتبرك بالأشجار والأحجار
كالتبرك بالعُزَّى وَمَنَاة.
وعن وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه ، قال: خَرَجُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا ويَنُوطُونَ بها أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَها: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا :يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُ أَكْبَرُ، إِِنَّهَا السُّنَنُ، قٌلْتُم - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَت بَنُو إِِسْرَائِيلَ لِمُوسَى ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾[الأعرَاف: 138] لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ([3]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3883)، وابن ماجه رقم (3530)، وأحمد رقم (3615).