·
عصمة
الأنبياء
العِصْمة: المَنَعَةُ، والعاصم:
المانع الحامي، والاعتصام: الامتساك بالشيء. والمراد بالعصمة هنا: حفظ
اللَّه لأنبيائه مِنْ الذنوب والمعاصي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حاكيًا للخلاف
ومبينًا الراجح في هذه المسألة: «الأنبياء - صلوات اللَّه عليهم- معصومون فيما يخبرون
عن اللَّه سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما
أوتوه: كما قال تعالى: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ
وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ
مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ
١٣٦فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن
تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ
ٱلۡعَلِيمُ ١٣٧﴾[البَقَرَة:
136-137]. وقال: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البَقَرَة: 177]. وقال: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ
بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن
رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [البَقَرَة:
285] ».
قال: «وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها
مقصود النبوة والرسالة، فإِنَّ النبي هو المُنْبِئُ عَن اللَّه، والرسول هو الذي
أرسله اللَّه تعالى، وكُل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، والعصمة فيما يبلغونه عَن
اللَّه ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأٌ باتفاق المسلمين».
إلى أَنْ قال: «وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ
الرسالة، فللناس فيه نزاع: هل هو ثابت بالعقل أو بالسَّمْع؟ ومُتنازعون في العصمة
مِنْ
الصفحة 1 / 367