الدَّعْوَة إلى
العَقِيْدَة الإِسْلاَمِيَّة
****
يجب على المسْلِم بعدما يَمُنُّ اللَّه عليه بمعرفة هذه
العقيدة والتمسَّك بها أَنْ يدعو الناس إليها لإخراجهم بها مِنْ الظلمات إلى
النور، كما قال تعالى:﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي
ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ
وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ
لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم
مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ
يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ
هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٢٥٧﴾[البَقَرَة: 256-257].
والدعوة إلى العقيدة الإسلامية هي فاتحة دعوة الرسل
جميعا، فلم يكونوا يبدءون بشيءٍ قَبْلَها، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النّحل: 36] ، وكل
رسول يقول لقومه أول ما يدعوهم: ﴿ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [الأعرَاف: 59] ،
كما قالها نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وسائر الرسل عليهم
صلوات اللَّه وسلامه أجمعين.
فيجب على كل مَنْ عَرِف هذه العقيدة وعمل بها ألا يقتصر
على نفسه، بل يدعو الناس إليها بالحِكمة والموعظة الحسنة، كما هو سبيل المرسلين
وأتباعهم.
وإِنَّ الدعوة إلى هذه العقيدة هو الأساس والمنطلق، فلا
يُدْعَى إلى شيء قَبْلَها مِنْ فِعْل الواجبات وترك المحرمات، حتى تقوم هذه
العقيدة وتتحقق، لأنَّها هي الأساس المُصَحِّح لجميع الأعمال، وبدونها لا تصح
الأعمال ولاَ تُقَبل ولا يُثَابُ عليها.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد