×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

والفوارق بين آيات الأنبياء وخوارق الكهَّان كثيرةٌ واضحةٌ، ومَنْ أراد المزيد، فليراجع كتاب «النبوات» لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

·       معجزة القرآن:

إنَّ أعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن العظيم، لأَنَّ كل نبي تكون معجزته مناسبة لحال قومه، ولذلك: لما كان السَّحر فاشيًا في قوم فرعون، جاء موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا فاحتاروا وانفجعوا وعلموا أنَّ ما جاء به موسى هو الحق وليس مِنْ السحر، كما قال تعالى: ﴿قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٢١رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ١٢٢ [الأعرَاف: 121-122] ، ولم يقع ذلك بعينه لغير موسى عليه السلام .

ولما كان الزمن الذي يعيش فيه عيسى عليه السلام قد فشا فيه الطب، جاء المسيح بما حيَّر الأطباء مِنْ إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مِنْ الداء العضال القبيح وخلق مِنْ الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طيرا بإذن اللَّه، فطاشت عقول الأطباء، وأذعنوا أَنَّ ذلك مِنْ عند اللَّه عز وجل .

ولما كانت العرب أرباب الفصاحة والبلاغة وفرسان الكلام والخطابة، جعل اللَّه سبحانه معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم، الذي﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ  [فُصّلَت: 42] ، وهي المعجزة الباقية الخالدة على مر العصور.

فقد اختار اللَّه هذه المعجزة الباهرة لخاتمة الرسالات السماوية العامة للناس أجمعين.


الشرح