لَقَدَ أَسْمَعْـتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّـاَّ **** وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ
لمَنْ تُنَـادِيْ
وَلَوْ نَارَاً نَفَخْتَ بِهَا أَضَاءَتْ **** وَلَكِنْ أَنْتَ تَنْفُخُ
فىِ رَمَـادِ»
انتهى كلام الشوكاني رحمه الله ، وقد زاد البلاء بعده
وصار أشد مما وصف، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.
· علاقة توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية والعكس
وعلاقة أحد النوعين بالآخر أَنَّ توحيد الربوبية مستلزم
لتوحيد الإلهية، بمعنى أَنَّ الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الإلهية
والقيام به.
فمَنْ عرف أَنَّ اللَّه ربه وخالقه ومدبِّر أموره، وجب
عليه أَنَّ يعبده وحده لا شريك له.
وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، بمعنى أَنَّ
توحيد الربوبية يدخل ضمن توحيد الألوهية، فمَنْ عبد اللَّه وحده ولم يُشْرِك به
شَيْئًا، فلابد أَنْ يكون قد اعتقد أَنَّه هو ربه وخالقه، كما قال إبراهيم الخليل
عليه الصلاة والسلام : ﴿قَالَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ
تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ ٧٦فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ
إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٧ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ ٧٨وَٱلَّذِي هُوَ
يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ ٧٩وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ ٨٠﴾[الشُّعَرَاء:
75-80].
والألوهية والربوبية: تارة يُذْكَرَان معا فيفترقان في المعنى ويكون أحدهما قَسِيمًا للآخر، كما في قوله تعالى: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣﴾[النَّاس: 1-3]، فيكون معنى الرب: هو المالك المتصرّف في الخلق، ويكون معنى الإله: أنَّه المعبود بحقٍ المستحق للعبادة وحده. وتارة يذكر أحدهما مفردا عن الآخر، فيجتمعان في المعنى، كما في قول الملكين للميت في القبر: مَن ربك؟
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد