كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن
مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشّورى: 30] ،
وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي
يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا﴾ [الرُّوم: 48] الآية، وقال تعالى: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عِمرَان: 140] ، وقال تعالى: ﴿يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [النُّور: 44].
فالأمر كُله راجِعٌ إلى اللَّه، فالواجب حمده في
الحالتين حالة السراء وحالة الضراء، وحسن الظن به، والرجوع إليه بالتوبة والإنابة،
كما قال تعالى: ﴿وَبَلَوۡنَٰهُم
بِٱلۡحَسَنَٰتِ وَٱلسَّئَِّاتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الأعرَاف: 168] ، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ
فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعرَاف: 130].
هذا هو التفسير الصحيح لمجريات الأحداث، فالمؤمن يعلم
أَنَّ ما أصابه مما يكره إِنَمَّا هو بسبب ذنوبه، فيُلْقِي باللَّوم على نفسه لا
على الدهر ولا على الريح، فيتوب إلى اللَّه، والكافر والفاسق أو الجاهل يُلْقِي
باللَّوم على هذه المخلوقات، ولا يحاسب نفسه، ولا يتوب مِنْ ذنبه، كما قال الشاعر:
يَا دَهْرُ وَيْحَكَ مَا
أَبْقَيْتَ لِي أَحَدًا **** إِذْ أَنْتَ وَالِدُ سُوْءٍ تَأْكُلُ الوَلَدَا
وقال آخر:
قُبْحًا لِوَجْهِكَ يَا
زَمَانُ فَإِنَّه **** وَجْهٌ لَهُ فِي كُلِّ قُبْحٍ بُرْقُعُ
نسأل اللَّه العافية والبصيرة في دينه.
5- قول (لو) في بعض الحالات:
ومِنْ الألفاظ التي لا ينبغي التلفُّظ بها لأنَّها تخلُّ بالعقيدة، وقد ورد النهي عنها بخصوصها: كلمة (لو) في بعض المقامات.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد