11- ومنها: أنَّه سبحانه
ضرب أمثلة كثيرة في القرآن يتضح بها بطلان الشرك، مِنْ ذلك قوله سبحانه: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ
فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ﴾[الحَجّ: 31].
شَبَّهَ سبحانه التَّوْحِيْد في عُلُوِّه وارتفاعه وسعته
وشرفه بالسماء، وشبه تارك التَّوْحِيْد بالساقط مِنْ السماء إلى أسفل سافلين،
لأنَّه سقط مِنْ أوج الإيمان إلى حضيض الكفر، وشبه الشياطين التي تقلقه بالطير
التي تمزق أعضاءه، وشبه هواه الذي يبعده عن الحق بالريح التي ترمي به في مكان
بعيد.
هذا مثال واحد مِنْ أمثلة كثيرة في القرآن ذكرها اللَّه
سبحانه لبيان بطلان الشرك وخسارة المشرك في الدنيا والآخرة.
وما سقناه في هذا الدَّرس مِنْ أساليب القرآن في الدعوة
إلى توحيد الإلهية وإبطال الشرك قليل مِنْ كثير، وما على المسلم إلا أَنْ يقرأ
القرآن بتدبر ليجد الخير الكثير والأَدِلَّة المقنعة والبراهين الساطعة التي ترسخ
عقيدة التَّوْحِيْد في قلب المؤمن وتقتلع منه كل شبهة.
· حدوث الشرك في توحيد الألوهية
مطلوب مِنْ المسلم بعدما يعرف الحق أَنْ يعرف ما يضاده
مِنْ الباطل ليجتنبه، كما يقال:
عَرَفْتُ الشَّرَّ لاَ
لِلْشَـ **** ـرَّ لَكِنْ لِتَوقَّيـْـهِ
وكان حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه يَقُولُ: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي» ([1]).
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد