×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «يُوْشِكُ أَنْ تُنْقَضَ عُرَى الِإسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً إِذَا نَشَأَ في الِإسْلاَمِ مَنْ لاَ يَعْرِفُ الجَاهِلِيَّةَ».

وقبل ذلك قال الخليل عليه الصلاة والسلام :  ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ[إبراهيم: 35-36].

فهذا مما يوجب شدة الخوف مِنْ الشرك ومعرفته ليجتنبه المسلم. فالشرك هو صرف شيء مِنْ أنواع العبادة لغير اللَّه، كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة بغير اللَّه فيما لا يقدر عليه إلا اللَّه. والتوحيد هو إفراد اللَّه تعالى بالعبادة. وهو أصيل في بني آدم، والشرك طارئ عليه، قال تعالى:  ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ[البَقَرَة: 213].

قال ابن عباس رضي الله عنهما : «كَانَ بَيْن آَدَمَ وَ نُوحٍ عَشَرَة قُرُون، كُلُّهُمْ عَلَى الإِْسْلاَم» ([1]).

قال ابن القيم رحمه الله : «هَذَا الَقْولُ هُوَ الصَحِيْحُ فِي الآيَةِ».

وصحح هذا القول أيضًا ابن كثير، وأول ما حدث الشرك في الأرض في قوم نوح حين غلوا في الصالحين:  ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا[نُوح: 23].

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحُونَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا، أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ، عُبِدَتْ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (3654).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4920).