ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ
بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ
وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ
بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا
لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١﴾ [النِّسَاء: 150-151].
3- ختم الرسالات ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم :
لقد ختم اللَّه سبحانه وتعالى النبوَّة بنبوة محمد صلى
الله عليه وسلم : قال تعالى: ﴿مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ
وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزَاب: 40]
.
وقال صلى الله عليه وسلم : «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1]).
وذلك يستلزم ختم المرسلين، إذ ختم الأعم يستلزم ختم
الأخص.
ومعنى ختم النبوة بنبوته عليه الصلاة والسلام : أنَّه لا
تبدأ نبوة ولا تشرع شريعة بعد نبوته وشرعته.
وأما نزول عيسى في آخر الزمان، فلا ينافي ذلك، لأَنَّ
عيسى عليه السلام إذا نزل إِنَمَّا يتعبد بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
دون شريعته المتقدمة، لأنَّها منسوخة، فلا يتعبد إلا بهذه الشريعة أصولاً وفروعًا،
فيكون خليفة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وحاكمًا مِنْ حكام مِلِتِه بين أُمّتِهِ.
فهذا النبي الخاتم للأنبياء - صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين- قد بعث بخير كتاب وأتم شريعة وأفضل ملَّةٍ وأكمل دين، جاء بشريعة كافية لحاجة الخليقة في كل زمان ومكان إلى أنْ تقوم الساعة، وكمل به عقد النبيين، فلا نبي بعده.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد