×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 فالواجب التنبيه والنصيحة للَّه ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم، خصوصا وأَنَّ دعاة الضلال والمروِّجين للباطل كثيرون، فلا بد مِنْ كشف زَيْفِهِم ورد ضلالهم وتبصير المسلمين بِشَرِّهِم حتى يحذروهم. وفق اللَّه المسلمين للعمل بكتابه وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم .

·       نقض شبهات المشركين التي يتعلقون بها في تبرير شركهم في توحيد الإلهية:

إنَّه بسبب رواج الشُّبَهِ والحكايات التي ضَلَّ بها أكثر النَّاس واعتبروها أدلة يستندون إليها في تبرير ضلالتهم وشركهم، استمرءوا ما هم عليه، فكان لا بد مِنْ كشف زيفها وبيان بطلانها،  ﴿لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ [الأنفَال: 42]. وهذه الشُّبَهِ منها ما هو قديم أدلى به المشركون مِنْ الأمم السابقة، ومنها ما أدلى به مشركو هذه الأمة.

·       ومِنْ هذه الشُّبَهِ:

أولا: شبهة تكاد تكون مشتركة بين طوائف المشركين في مختلف الأمم، وهي شبهة الاحتجاج بما كان عليه الآباء والأجداد، وأنَّهم وَرِثُوا هذه العقيدة خلفا عن سلف، كما قال اللَّه تعالى عنهم:  ﴿وَكَذَٰلِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ[الزّخرُف: 23]. وهذه حُجَّةٌ يلجأ إليها مَن يعجز عن إقامة الدليل على دعواه، وهي حُجَّةٌ داحضة، لا يقام لها وزن في سوق المناظرة، فإِنَّ هؤلاء الآباء الذين قلَّدوهم ليسوا على هدى، ومَن كان كذلك، لا تجوز متابعته والاقتداء به.


الشرح