6- الشفاعة:
الشفاعة لغة: الوسيلة والطلب، وعرفًا:
سؤال الخير للغير، وقيل: هي مِنْ الشفع الَّذِي هو ضد الوتر، فكأَنَّ الشافع ضم
سؤاله إلى سؤال المشفوع له.
والشفاعة حق إذا تحققت شروطها، وهي: أنْ تكون بإذن
اللَّه تعالى، ورضاه عن المشفوع له.
قال اللَّه تعالى:
﴿وَكَم مِّن
مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ
أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾[النّجْم: 26].
ففي هذه الآية الكريمة أنَّ الشفاعة لا تنفع إلا بشرطين:
الأول: إذن اللَّه للشَّافع أنَّ يَشْفع، لأَنَّ الشفاعة مِلْكُه سبحانه، ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ
جَمِيعٗاۖ﴾ الزُّمَر: 44].
الثاني: رضاه عن المشفوع فيه بأنْ يكون مِنْ أهل
التَّوْحِيْد، لأَنَّ المشرك لا تنفعه الشفاعة، كما قال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ
ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدَّثِّر: 48].
فتبين بهذا بطلان ما عليه القبوريون اليوم الَّذِين
يطلبون الشفاعة مِنْ الأموات ويتقربون إليهم بأنواع القربات:
كما قال اللَّه في سلفهم: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يُونس: 18].
وقال تعالى: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ
جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤أَمِ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ
شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣﴾[الزُّمَر: 43-44].
وقد أُعْطِي نبينا صلى الله عليه وسلم الشفاعة، فيشفع لمَنْ أذن اللَّه له فيه.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد