وُجُوْبُ مَعْرِفَةِ
العَقِيْدَة الإِسْلاَمِيَّة
****
اعلموا - وفقني اللَّه وإياكم- أنَّه يجب على كُلِّ مسلم
أَنْ يتَعَلَّم العقيدة الإسلامية، ليعرف معناها وما تقوم عليه، ثم يعرف ما يضادها
ويبطلها أو يُنْقِصُهَا مِنْ الشِّرك الأكبر والأصغر:
قال اللَّه تعالى: ﴿فَٱعۡلَمۡ
أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ﴾ [محَمَّد: 19].
قال الإمام البخاري رحمه الله : «بَابُ العِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ»، واستشهد بهذه الآية
الكريمة.
قال الحافظ ابن حجر: «قال ابن المنير: أَرَادَ بِهِ أَنَّ الْعِلْم شَرْط فِي صِحَّة الْقَوْل
وَالْعَمَل، فَلاَ يُعْتَبَرَانِ إِلاَّ بِهِ، فَهُوَ مُتَقَدِّم عَلَيْهِمَا،
لأَِنَّهُ مُصَحِّح لِلنِّيَّةِ الْمُصَحِّحَة لِلْعَمَلِ». ا. هـ.
ومِنْ هنا اتجهت هِمَمُ أَهْلِ العِلْم إلى تعلم أحكام العقيدة وتعليمها، واعتبروا ذلك مِنْ أوليات العلم وألَّفوا فيها مؤلَّفات خاصة، فَصَّلُوا فيها أحكامها وما يجب فيها، وبينوا ما يُفسدُها أو يُنْقِصُها مِنْ الشِّرْكِيات والخرافات والبِدع. وهذا هو معنى لا إله إلا اللَّه، فليستْ مجرَّد كلمة تُقَال باللَّسان، بل لها مَدْلُول ومعنى ومقتضى تجب معرفتها كلها والعمل بها ظاهرا وباطنا، ولها مناقضات ومنقصات، ولا يتضح ذلك إلا بالتعلّم، ولهذا يجب أَنْ يكون لعلم العقيدة الصَّدَارة بين المقررات المدرسية في مختلف المراحل، وأَنْ تُعْطَى مِنْ الحصص اليومية العدد الكافي، ويختار لها المدرسون الأكفياء وأَنْ يُرَكَّزَ عليها في النجاح والرسوب، خلاف ما عليه غالب واقع الدراسات المنهجية اليوم،
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد