· أسباب عذاب القَبْر:
قال العلاَّمة السفاريني رحمه الله تعالى : الأسْبَاب
الَّتِيْ يُعَذَّبُ بها أصْحَاب القُبور على قِسْمَين: مجملٌ ومفصَّلٌ:
أما المجُمْل، فإنَّهُمْ يُعَذَّبون على جَهْلِهِم
باللَّه وعدم إطاعتهم لأمره وارتكابهم معاصيه، فلا يعذِّبُ اللَّه روحًا عرفته
وأحبَّتْه وامتثلت أمرَهُ واجتنبت نهيه، ولا بدنًا كانت فيه أبدًا، فإِنَّ عَذاب
القَبْر وعذاب الآخرة أثر غضب اللَّه وسخطه على عبده، فَمَنْ أغضب اللَّه وأسخطه
في هذه الدَّار بارتكاب مناهيه ولم يتب ومات على ذلك، كان له مِنْ عذاب البرزخ
بقدر غضب اللَّه وَسَخَطَه عَليه، فمستقلٌ ومستكثرٌ، وَمُصَدِّقٌ وَمُكَذَّبٌ.
وأمَّا المفَصَّلُ، فقد أخبر رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم عن الرَّجُلَين اللذين رآهما يُعَذَّبَان في قبورهما: أنَّ أحَدَهُمَا كَانَ
يَمْشِي بالنَّمِيْمَة بَيْنَ النَّاس، والآخَرُ كَانَ لا يَسْتَتُر مِنْ البَوْل،
ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ يُعَذَّب لكونه صلَّى بغير طُهورٍ، ومَنْ مَرَّ عَلى مَظْلُومٍ
فَلَم يَنْصُرْهُ، ومَنْ يَقْرَأ القُرْآن ثُمَّ ينَام عَنْهُ بالليل ولا يعمل به
في النهار، وتعذيب الزُّناة والزَّواني وأكلة الرِّبا والَّذِين تتثاقل رءوسهم عن
صلاة الفَجْر، وتعذيب الَّذِين يمنعون الزَّكَاة، والَّذِين يُوقِدُون الفِتْنَة
بين النَّاس، والجَبَّارين والمتُكَبَّرِيْن والمُرَائِيْن والهمَّازِيْن
واللمَّازِيْن.
وقد أنكر الملاحِدةُ والزَّنَادِقَة عَذَاب القَبْر
وَنَعيِمْه اعتمادًا على عُقُولهم وَحَوَاسِّهِم، لأنَّهُمْ لا يشاهدون شَيْئًا
مِنْ ذلك». انتهى.
وَنَرُدُّ عليهم: بأنَّ عذاب القَبْر مِنْ علم الغيب
الَّذِي يُعْتَمَد فيه على النصوص الصحيحة، وليس للعقل ولا الفكر دخلٌ فيه، وأحوال
الآخرة لا تقاس بأحوال الدُّنْيَا، وعدم إدراك الإنسان للشيء لا يدلُّ على عدم وجوده.
واللَّه أعلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد