×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

ومِنْ إجلال اللَّه وتعظيمه أنَّه لا يستشفع به على خلقه، لما في ذلك مِنْ تنقصه سبحانه، لأَنَّ المستشفع به يكون أقل درجة مِنْ المشفوع عنده.

قال الإمام الشافعي رحمه الله : «إِنَّما يَشْفَعُ عِنْدَ مَنْ هُو أَعْلَى مِنْهُ، تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ».

وقد جَاء أعْرَابي إلى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وشكى إليه القحط وهلاك الأموال، وطلب منه أَنْ يستسقي لهم، وقال: فَإنَّا نَستشفع باللَّه عليك وبك على اللَّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «سُبْحَانَ اللَّه، سُبْحَانَ اللَّه» فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرفَ ذَلِكَ في وُجُوهِ أَصْحَابِه ثُمَّ قَالَ: «وَيحكَ، أَتَدْرِيْ مَا اللَّه؟، إِنَّ شَأْنَ اللَّه أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّه لاَ يُسْتَشْفَعُ باللَّه عَلَى أَحَدَ مِنْ خَلْقِهِ» ([1]).

فشأَن اللَّه عظيمٌ وهو الذي يُشْفَعُ عنده بإذنه سبحانه.

·       منهج أهل السُّنَّة والجماعة في أسماء اللَّه وصفاته:

منهج السلف الصالح أهل السُّنَّة والجماعة الذين هم الفرقة الناجية في أسماء اللَّه وصفاته إثباتها كما جاءت في الكتاب والسُّنَّة مع اعتقاد ما دلت عليه وأنَّها على ظاهرها.

ولا يلزم مِنْ إثباتها تشبيه اللَّه بخلقه تعالى اللَّه عن ذلك، لأَنَّ صفات الخالق تخصه وتليق به، وصفات المخلوقين تليق بهم وتخصهم، ولا تشابه بين الصفتين، كما أنَّه لا تشابه بين ذات الخالق سبحانه وذات المخلوق.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4726)، والطبراني في الكبير رقم (1547).