ومذهب أهل السُّنَّة والجماعة في ذلك ينبني على أسس
سليمة وقواعد مستقيمة، وهذه الأسس هي:
أولاً: أَنَّ أسماء اللَّه وصفاته توقيفية،
بمعنى: أنَّهم لا يثبتون للَّه إلا ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله في
سُنَّتِهِ مِنْ الأسماء والصفات، ولا يثبتون شَيْئًا بمقتضى عقولهم وتفكيرهم، ولا
ينفون عن اللَّه إلا ما نفاه عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله في سُنَّتِهِ، لا
ينفون عنه بموجب عقولهم وأفكارهم، فهم لا يتجاوزون الكتاب والسُّنَّة في إثبات ولا
نفي، وما لم يصرح الكتاب والسُّنَّة بنفيه ولا إثباته - كالعرض والجسم والجوهر-
فهم يتوقفون فيه بناء على هذا الأصل العظيم.
ثانيًا: أَنَّ ما وصف اللَّه به
نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهو حق على ظاهره، ليس فيه أحاجي ولا
ألغاز، بل معناه يُعْرَف مِنْ حيث يعرف مقصود المتكَلِّم بكلامه.
فأهل السُّنَّة يثبتون ألفاظ الصفات ومعانيها، فليس ما
وصف اللَّه به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم مِنْ المتشابه الذي
يُفَوَّضُ معناه، لأَنَّ اعتبار نصوص الصفات مما لا يُفْهَم معناه يجعلها مِنْ
الكلام الأعجمي الذي لا يُفْهَم، واللَّه تعالى قد أمرنا بتدبر القرآن كله،
وحضَّنَا على تعقُّله وتفهُّمه، وإذا كانت نصوص الصفات مما لا يفهم معناه، فيكون
اللَّه قد أمرنا بتدبر وتفهم ما لا يمكن تدبره وتفهمه، وأمرنا باعتقاد ما لم يوضحه
لنا، تعالى اللَّه عن ذلك.
إذًا، فمعاني صفات اللَّه تعالى معلومة يجب اعتقادها، وأما كيفيتها فهي مجهولة لنا لا يعلمها إلا اللَّه تعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد