×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

ولنتكلم عن ثلاث مِنْ أعظم خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي: الإسراء والمعراج، وعموم رسالته، وختم النبوة به صلى الله عليه وسلم :

1- الإسراء والمعراج

قال سبحانه وتعالى : ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الإسرَاء: 1].

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: «يُمجد اللَّه تعالى نفسه، ويُعظِّم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره ولا رب سواه، ﴿ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم . (لَيْلاً)، أي: في جنح الليل. ﴿مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ : وهو مسجد مكة. ﴿إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا: وهو بيتُ المقدس الذي بِإِيْليَا، معدن الأنبياء مِنْ لَدُنْ إبراهيم الخليل عليه السلام ، ولهذا جُمِعوا له هناك كلهم، فَأَمَّهُم في محلتهم ودارهم، فَدَلَّ عَلى أنَّه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم - صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين- . وقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ، أي: في الزروع والثمار. ﴿لِنُرِيَهُۥ، أي: مُحمدًا. ﴿مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ، أي: العِظام، كما قال تعالى: ﴿لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ [النّجْم: 18] ، ﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الإسراء: 1] ، أي: السميع لأقوال عباده، مؤمنهم وكافرهم مصدقهم ومكذبهم، البصير بهم فيعطي كلا منهم ما يستحقه في الدنيا والآخرة». انتهـي.

والمعراج: مِفْعَالٌ مِنْ العروج، أي: الآلة التي يُعرَج فيها، أي: يُصعَد، وهو بمنزلة السُّلَّم، لكن لا يعلم كيف هو إلا اللَّه.

وحكمه كحكم غيره مِنْ المغيَّبات، نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.


الشرح