وهذا أحقُّ الناس بقوله صلى الله عليه وسلم : «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ،
وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ»،
وهذا عبد لهذه الأمور، ولو طلبها مِنْ اللَّه، فإِنَّ اللَّه إذا أعطاه إياها،
رضي، وإِنْ منعه إياها، سخط، وإِنَمَّا عبد اللَّه مِنْ يرضيه ما يرضي اللَّه
ويسْخِطه ما يُسْخِط اللَّه، ويحبُّ ما أحبَّه اللَّه ورسوله ويُبْغِض ما أبغضه
اللَّه ورسوله، ويوالي أولياء اللَّه ويعادي أعداء اللَّه، فهذا الذي استكمل الإيمان».
انتهى كلامه رحمه الله .
قلت: ومِنْ عبيد المال اليوم
الذين يُقْدِمُون على المعاملات المحرمة والمكاسب الخبيثة بدافع حُب المادة،
كالذين يتعاملون بالربا مع البنوك وغيرها، والذين يأخذون المال عن طريق الرشوة
والقمار، وعن طريق الغش في المعاملات والفجور في المخاصمات، وهم يعلمون أَنْ هذه
مكاسب محرمة، لكن حبهم للمال أعمى بصائرهم، وجعلهم عبيدًا لها، فصاروا يطلبونها
مِنْ أيِّ طريق.
نسأل اللَّه العافية لنا ولإخواننا المسلمين مِنْ
الشُّحِّ المُطَاع والهوى المتَّبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه.
4- مَسَبَّةُ الدَّهْرِ ونحوه:
ومِنْ الأشياء يرتكبها بعض الناس بحُكم العادة، وهي مما
ينقص التَّوْحِيْد أيضًا ويسيء إلى العقيدة: مَسَبَّةُ الدَّهْرِ ومَسَبَّةُ الريح
وما أشبه ذلك مِنْ إسناد الذَّم إلى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف، فيكون هذا
الذم في الحقيقة موجهًا إلى اللَّه سبحانه، لأنَّه الخالق المتصرف.
قال اللَّه تعالى عن المشركين: ﴿وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[الجَاثيَة: 24].
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد