قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «الميزَان: هُو َما يوزن به الأعْمَال، وهو
غَيْر العَدْل، كما دَلَّ على ذلك الكِتَابُ والسُّنَّة، مثل قوله تعالى: ﴿فَمَن
ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ﴾ [المؤمنون: 102] ، وقوله: ﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ
ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [الأنبيَاء: 47] ».
ثم ساق بعض الأحاديث الَّتِيْ فيها وزن الأعمال، ثم قال:
«وهذا وأمثَالَه مما يُبَيِّنُ أنَّ
الأعمال توزن بموازين يبين بها رُجْحَان الحسنات على السيِّئات وبالعكس، فهو مما
يتبيَّن به العدل، والمقصود بالوزن العَدل، كموازين الدُّنْيَا، وأمَّا كيفَّيِة
تلك الموازين، فهو بمنزلة كيفية سائر ما أخبرنا به مِنْ الغيب». انتهى.
4- الصراط والمرور عليه:
وممَّا يكون في يوم القيامة المرور على الصراط، وهو
جِسْرٌ مَمْدُودٌ على مَتْن جَهَنَّم، يَرِدَهُ الأوَّلون والآخرون، يَمُرُّ
النَّاس عليه على قَدْر أعمالهم، وهو أدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وأحَدُّ مِنْ
السَّيْفِ، وأشَدُّ حرارة مِنْ الجمر، عليه كلاليب تخطف مَنْ أُمِرَتْ بخطفه،
يمرُّ النَّاس عليه على قدر أعمالهم، فمِنْهم مَنْ يمرُّ كالبرق، ومنهم مَنْ يمرُّ
كالريح، ومنهم مَنْ يمرُّ كالفرس الجَواد، ومنهم مَنْ يمرُّ كَهْرَولة الرَّاجل،
ومنهم مَنْ يمشي مشيًا، ومنهم مَنْ يزحف زحفًا، ومنهم مَنْ يُخْطَفُ فيلقى في
جهنم... نسأل اللَّه السلامة والعافية.
قال السفاريني رحمه الله : «اتفقت الكلمة على إثبات الصِّرَاط في الجملة، لكَنَّ أهل الحقِّ يُثْبِتُونه على ظَاهِرِه، مِنْ كَوْنِه جِسْرًا مَمْدُودًا على مَتْن جَهَنَّم أحَدُّ مِنْ السَّيْفِ وأدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وأنَكْر هذا القاضي عبدالجبَّار المعتزلي وكثيرٌ مِنْ أتباعه، زعمًا منهم أنَّهُ لا يُمْكن عُبُوره،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد