وهي بهذا الاعتبار ترادف
النَّفْسَ ويتَّحِدُ مدلولهما، ويفترقان في أَنَّ النَّفْسَ تُطْلَقُ على البَدَن
وعَلَى الدَّم، والرُّوْح لا تُطْلَقُ عليهما. واللَّهُ أعْلَمُ».
ثالثًا: فتنة القَبْر وعذابه ونعيمه:
الإيمان باليوم الآخر يعني الإيمان بكلِّ ما أخبر به
النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، ومِنْ ذلك الإيمان بفتنة القَبْر
وبعذاب القَبْر ونعيمه.
وذلك أنَّ بين الموت الَّذِي تنتهي به الحياة الأُوْلى
وبين البعث الَّذِي تبتدئ به الحياة الثانية - وبعبارة أخرى: بين القيامة الصغرى
والقيامة الكبرى- فترة جاءت تَسْمِيَتُهَا في القرآن الكريم برزخًا، كما في قوله
تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ
أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا
تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ
إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99-100].
والبرزخ لُغَةً: الحاجزُ بين الشيئين.
وفي هذا البرزخ نموذج مِنْ الجزاء الُأْخْرَوي، فهو أول
منزلٌ مِنْ منازل الآخرة، ففيه سؤال الملكين ثم العذاب أو النعيم.
· سؤال الملَكَيْنِ
ويُسمَّى بفتنة القَبْر، وهي الامتحان والاختبار للميِّت
حين يَسْأَله الملكان.
وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه
الفتنة مِنْ حديث البراء بن عازب وأنس بن مالك وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم .
وهي عامةٌ للمكلَّفين إلا النبيين فقد اخْتُلِفَ فيهم، وكذلك اخْتُلِفَ في غير المكلَّفين كالصبيان والمجانين: فقيل: لا يفتنون لأنَّ المحنة إِنَمَّا تكون للمكلَّفين. وقيل: يُفْتَنُونَ.
الصفحة 1 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد